من المنتظر أن تبادر لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الى إقامة مؤتمرها
السنوي القادم تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة(8 آذار/مارس)، وهو مؤتمر بالغ الاهمية
لأنه ينعقد في ظروف و أوضاع حساسة و خطيرة تمر بها إيران و المنطقة حيث يبدو واضحا
للعيان بأن النظام الايراني يمر بواحدة من أصعب و أعقد المراحل و يحاول جهد إمکانه
الخروج سالما منها. المؤتمر الذي يسعى لحشد نسائي عالمي من أجل إقامة جبهة عالمية للتضامن
مع النساء ضد التطرف الديني و لدعم النساء الرائدات في المقاومة الايرانية بمخيم ليبرتي،
من المنتظر
أن يحضره عدد کبير من السياسيين و الشخصيات و الناشطين في مجال حقوق المرأة من عدة
دول من العالم، وان ترکيز المؤتمر على ظاهرة التطرف الديني و تأثيراته على النساء،
واحد من أهم الاشکاليات القائمة بعد مجئ هذا النظام الذي سعى لقلب الحقائق و الامور
و تجيير مختلف القضايا و المسائل لصالح أهدافه الضيقة، وان المنطقة التي لم يسبق لها
وان شهدت هکذا موجة إرهاب و تطرف ديني يستهدف فيما يستهدف المرأة و حقوقها من جهة،
و قضية الحرية و الديمقراطية بمختلف أبعادها. إهتمام المقاومة الايرانية بمسألتي المرأة
و الحرية، وجعلهما منطلقين اساسيين للنضال من أجل التغيير في إيران، انما ينبع من إيمان
المقاومة الراسخ بدور المرأة البناء و إسهاماتها الکبيرة في عملية التغيير و التحول
الديمقراطي في إيران، لأنه من دون تحرير المرأة من تلك القيود التي کبلها بها النظام
الايراني لايمکن بناء مجتمع حر و سالم کما تقول السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة
من جانب المقاومة الايرانية، وان المرأة الايرانية التي کان لها النصيب و القسط الاکبر
في إستمرار الثورة الايرانية و إنتصارها بسقوط نظام الشاه، تسعى اليوم لإعادة نفس دورها
المؤثر السابق من أجل إسقاط النظام الايراني و بناء مجتمع حر تسوده الديمقراطية و العدالة
الاجتماعية، وان النظام الايراني الذي يحذر کثيرا من المقاومة الايرانية و التهديد
الکبير الذي تمثله عليه و على وجوده، انما يکمن خوفه الاساسي من أن المقاومة الايرانية
قد جعلت من قضية المرأة محورا و اساسا للتغيير القادم في إيران، لأنه يعلم علـم اليقين
کيف أنه بمقدور المرأة الايرانية عندما تحين اللحظة المناسبة أن تأخذ بزمام المبادرة
و تساهم بدورها البناء و المنتظر في إسقاط أسوأ نظام للتطرف الديني في العالم.