في آخر اطلالة لهن في التاسع من شباط الماضي. وقفت احدى راهبات معلولا الاثنتي عشرة امام كاميرا خاطفيهن وقالت انهن يقبلن بأن يكنّ الضحية او المكافأة لمن سيطلق سراحهن ويفرج عنهن مقابل عودتهن الى الحرية.
والموازاة بين عبارتي الضحية والمكافأة كانت ابرز دلالة الى تعقيد وضعهن والمفاوضات الجارية بشأنه في ظل الرمال المتحركة العسكرية السورية التي تبتلع كل من يقف فوقها، او يتجرأ ويطأها.
فدرب جلجة الراهبات كان يؤمل منه ان ينتهي قبل بدء الصوم ، وفي هذه الفترة التي يعتبرها كل مسيحي مقدسة اذ تسمح له بأن يتماهى مع آلام السيد المسيح، اقله بالحد الادنى الدنيوي.
هن كن اعتقدن ان رحلة خطفهن ستكون قصيرة منذ ذلك اليوم المشؤوم الذي اغار فيه مسلحو جبهة النصرة على دير مار تقلا واقتادوهن الى خارج معلولا.
هناك استعملن كدروع بشرية لإبعاد شبح هجوم الجيش السوري عن مقر وجودهن. لذا كانت اقامتهن الاخيرة في يبرود، بعد نقلهن من مكان الى آخر في اعقاب اول رسالة متلفزة لهن في 6 كانون الاول الماضي بعد عشرة ايام على خطفهن ، ومن ثم إقامتهن لفترة في فيلا رجل اعمال مسيحي من آل كامل.
واذا كان البطريرك يوحنا العاشر اليازجي تواصل مع اربع منهن طوال 26 دقيقة الشهر الماضي، مطمئناً الى صحتهن، فإن الجميع يعلم ان تداخل نفوذ مسلحي المعارضة، وتبدل سيطرتهم على المناطق على بين ليلة وضحاها، سيبدّل حتماً بكل المعطيات والآمال المعلقة على الافراج عن الراهبات قبل عيد الفصح المجيد.
هن قد يحملن مسابحهن التي قد تكون جُرّدت من الصليب لأن احد مطالب مسلحي النصرة يقضي بـ "تطهير بلاد الشام من الصليبيين" واشتراطهم عدم عودة الراهبات الى ديرهن في معلولا.
صلاتهن قد تكون لثبات مطالب النصرة لإطلاقهن. فهذه المطالب تقلبت وتبدلت عشرات المرات وفق ظروف الارض السورية. من المطالبة بفك الحصار عن حمص وعدم هجوم الجيش السوري على يبرود، كما إطلاق سراح الاسلاميين في سجن رومية واطلاق النظام السوري لـ 500 مسلح من النصرة بالاضافة الى كل السجينات المعارضات... وصولاً الى فدية مالية بقيمة 75 مليون دولار.
فالمال دخل ايضاً عاملاً اساسياً في عملية التفاوض، بعدما كانت محاولة التحكم بسير المعارك محركها عبر فرض شروط على مناطق هجوم الجيش السوري.
واذا كانت الجهة الخاطفة معروفة من اللحظة الاولى للخطف، فإن البيئة الحاضنة لها معروفة ايضاً من الجميع.
فهل تكفي التطمينات التي قالتها الراهبات:" نحن بخير وضيوف. يعاملنا مسلحو النصرة معاملة جيدة؟" ام ان عبارتهن بـ "التضحية من اجل الآخرين" تحمل اكثر من تأويل؟
والموازاة بين عبارتي الضحية والمكافأة كانت ابرز دلالة الى تعقيد وضعهن والمفاوضات الجارية بشأنه في ظل الرمال المتحركة العسكرية السورية التي تبتلع كل من يقف فوقها، او يتجرأ ويطأها.
فدرب جلجة الراهبات كان يؤمل منه ان ينتهي قبل بدء الصوم ، وفي هذه الفترة التي يعتبرها كل مسيحي مقدسة اذ تسمح له بأن يتماهى مع آلام السيد المسيح، اقله بالحد الادنى الدنيوي.
هن كن اعتقدن ان رحلة خطفهن ستكون قصيرة منذ ذلك اليوم المشؤوم الذي اغار فيه مسلحو جبهة النصرة على دير مار تقلا واقتادوهن الى خارج معلولا.
هناك استعملن كدروع بشرية لإبعاد شبح هجوم الجيش السوري عن مقر وجودهن. لذا كانت اقامتهن الاخيرة في يبرود، بعد نقلهن من مكان الى آخر في اعقاب اول رسالة متلفزة لهن في 6 كانون الاول الماضي بعد عشرة ايام على خطفهن ، ومن ثم إقامتهن لفترة في فيلا رجل اعمال مسيحي من آل كامل.
واذا كان البطريرك يوحنا العاشر اليازجي تواصل مع اربع منهن طوال 26 دقيقة الشهر الماضي، مطمئناً الى صحتهن، فإن الجميع يعلم ان تداخل نفوذ مسلحي المعارضة، وتبدل سيطرتهم على المناطق على بين ليلة وضحاها، سيبدّل حتماً بكل المعطيات والآمال المعلقة على الافراج عن الراهبات قبل عيد الفصح المجيد.
هن قد يحملن مسابحهن التي قد تكون جُرّدت من الصليب لأن احد مطالب مسلحي النصرة يقضي بـ "تطهير بلاد الشام من الصليبيين" واشتراطهم عدم عودة الراهبات الى ديرهن في معلولا.
صلاتهن قد تكون لثبات مطالب النصرة لإطلاقهن. فهذه المطالب تقلبت وتبدلت عشرات المرات وفق ظروف الارض السورية. من المطالبة بفك الحصار عن حمص وعدم هجوم الجيش السوري على يبرود، كما إطلاق سراح الاسلاميين في سجن رومية واطلاق النظام السوري لـ 500 مسلح من النصرة بالاضافة الى كل السجينات المعارضات... وصولاً الى فدية مالية بقيمة 75 مليون دولار.
فالمال دخل ايضاً عاملاً اساسياً في عملية التفاوض، بعدما كانت محاولة التحكم بسير المعارك محركها عبر فرض شروط على مناطق هجوم الجيش السوري.
واذا كانت الجهة الخاطفة معروفة من اللحظة الاولى للخطف، فإن البيئة الحاضنة لها معروفة ايضاً من الجميع.
فهل تكفي التطمينات التي قالتها الراهبات:" نحن بخير وضيوف. يعاملنا مسلحو النصرة معاملة جيدة؟" ام ان عبارتهن بـ "التضحية من اجل الآخرين" تحمل اكثر من تأويل؟
جيهان كامل ـ موقع المرده